لخولة ٣٦٥ أنشودة حٌب

لخولة ٣٦٥ أنشودة حب اختارها وقدم لها الشاعر محمد أحمد السويدي بعض الأناشيد تتضمن ملفات صوتية مسجلة بصوت الشاعر محمد السويدي
بعض الأناشيد تتضمن ملفات صوتية مسجلة بصوت الشاعر محمد السويدي


إعداد: محمد أحمد خليفة السويدي

حبّ عزّة (01:28)

تأليف: كثبّر عزّة

الله يَعلَمُ لو أَرَدتُ زِيادَةً              في حُبِّ عَزَّةَ ما وَجَدتُ مَزيدا
رُهبانُ مَديَنَ وَالَّذينَ عَهِدتُهُم             يَبكونَ مِن حَذَرِ العَذابِ قُعودا
لو يَسمَعونَ كَما سَمِعتُ حديثها             خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعًا وَسُجودا

----------------------------------------------------


سوف أبوح (01:21)

تأليف: بلبل الغرام الحاجري

جَسَدٌ ناحِلٌ وَقَلبٌ جَريحٌ              وَدُموعٌ عَلى الخدود تسيحُ
وَحَبيبٌ مُرُّ التَجَنّي وَلَكِن               كُلّ ما يَفعَلُ المَليحُ مَليحُ
يا خَلِيَّ الفُؤاد قَد مَلأ الوَج               د فُؤادي وَبَرّحَ التَبريحُ
جُد بِوَصل أَحيى بِهِ أَو بِهَجرٍ               فيهِ مَوتي لَعَلَّني أَستريحُ
كَيفَ أَصحو هَوى وَطَرفُكَ كاسٌ              بابِلِيٌّ يَطيبُ مِنهُ الصَبوحُ
أَنتَ لِلقَلبِ في المَكانَةِ قَلبٌ             وَلِروحي عَلى الحَقيقَةِ روحُ
بِخُضوعي وَالوَصلُ مِنكَ عَزيزُ              وَاِنكِساري وَالطَرفُ مِنكَ صَحيحُ
رِقَّ لي مِن لَواعِجٍ وَغَرامٍ              أَنا مِنهُ مَيتٌ وَأَنتَ المَسيحُ
قَد كَتَمتُ الهَوى بِجُهدي وَإِن دا               مَ عَلَيَّ الغَرام سَوفَ أَبوحُ

----------------------------------------------------


عهدي وذمّتي (02:11)

تأليف: أبو تمّام

وَماذا عَلَيها لَو أَشارَت فَوَدَّعَت             إِلَينا بِأَطرافِ البَنانِ وَأَومَتِ
وَما كانَ إِلّا أَن تَوَلَّت بِها النَوى             فَوَلّى عَزاءُ القَلبِ لَمّا تَوَلَّتِ
فَأَمّا عُيونُ العاشِقينَ فَأُسخِنَت              وَأَمّا عُيونُ الشامِتينَ فَقَرَّتِ
وَلَمّا دَعاني البَينُ وَلَّيّتُ إِذ دَعا             وَلَمّا دَعاها طاوَعَتهُ وَلَبَّتِ
فَلَم أَرَ مِثلي كانَ أَوفى بِذِمَّةٍ               وَلا مِثلَها لَم تَرعَ عَهدي وَذِمَّتي
----------------------------------------------------


ثمانون بكرة (03:10)

تأليف: عروة بن حزام

يُكَلِّفُني عَمِّي ثمانين بَكْرَةً         ومالي يا عفراءُ غيرُ ثمانِ
أَلا يا غُرابَيّ دِمْنَةِ الدَّارِ بَيِّنا         أَبِالصَّرْمِ من عفراءَ تَنتحبانِ
فَإِنْ كانَ حقّاً ما تقولانِ فَاذْهَبا         بِلَحْمي إلى وَكْرَيْكُما فَكُلاني
كُلانيَ أَكْلاً لم يَرَ النّاسُ مِثْلَهُ         ولا تَهْضِما جَنبيَّ وَازْدَرِداني
ولا يَعْلَمَنَّ النّاسُ ما كانَ مِيْتَتي         ولا يَطْعَمَنَّ الطَّيْرُ ما تَذَرانِ



----------------------------------------------------


ألف فتى مثلي (02:50)

تأليف: البحتري

رَمَيتُ العُيونَ النُجلَ أَمسِ فَلَم أُصِب              وَأَقصَدَني الرامونَ بِالأَعيُنِ النُجلِ
وَلَو كُنتُ مِن قَبلِ الهَوى لَم أَقُم لَهُ              فَكَيفَ اِنتِصافي وَالهَوى كانَ مِن قَبلي
عَذيرِيَ مِن داءٍ قَديمٍ تَغَوَّلَت              غَوائِلُهُ في الدَهرِ أَلفَ فَتىً مِثلي
أَماتَ عَلى عَفراءَ عُروَةَ مِن هَوىً              وَبَدَّدَ نَفساً مِن جَميلٍ عَلى جُملِ
رَأى بَعضُهُم بَعضاً عَلى الحُبِّ أَسوَةً              فَماتوا وَمَوتُ الحُبِّ ضَربٌ مِنَ القَتلِ

----------------------------------------------------


أحلام (02:27)

تأليف: أبو تمام

وَقَفوا عَلَيَّ اللَومَ حَتّى خَيَّلوا            أَنَّ الوُقوفَ عَلى الدِيارِ حَرامُ
ما مَرَّ يَومٌ واحِدٌ إِلّا وَفي             أَحشائِهِ لِمَحِلَّتَيكِ غَمامُ
حَتّى تُعَمَّمَ صُلعُ هاماتِ الرُبا             مِن نَورِهِ وَتَأَزَّرَ الأَهضامُ
وَلَقَد أَراكِ فَهَل أَراكِ بِغِبطَةٍ             وَالعَيشُ غَضٌّ وَالزَمانُ غُلامُ
أَعوامُ وَصلٍ كانَ يُنسي طولَها             ذِكرُ النَوى فَكَأَنَّها أَيّامُ
ثُمَّ اِنبَرَت أَيّامُ هَجرٍ أَردَفَت             بِجَوىً أَسىً فَكَأَنَّها أَعوامُ
ثُمَّ اِنقَضَت تِلكَ السُنونُ وَأَهلُها             فَكَأَنَّها وَكَأَنَّهُم أَحلامُ
----------------------------------------------------


قتيلة (03:01)

تأليف: ديك الجن

رَوّيْتُ مِنْ دَمِها الثّرى ولَطَالَما         رَوَّى الهَوَى شَفَتَيَّ مِنْ شَفَتيْها
قَدْ باتَ سَيْفي في مَجَالِ وِشَاحِها         ومَدَامِعِي تَجْرِي على خَدَّيْها
فَوَحَقِّ نَعْلَيْها وما وَطِىءَ الحَصَى         شَيءٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَعْلَيْها
ما كانَ قَتْليِها لأَنِّي لَمْ أَكُنْ         أَبكي إذا سَقَطَ الذُّبَابُ عَلَيْها
لكنْ ضَنَنْتُ على العيونِ بِحُسْنِها         وأَنِفْتُ مِنْ نَظَرِ الحَسُود إِليها
----------------------------------------------------


غزالة (03:21)

تأليف: ابن الفارض

تَفْدِيهِ مُهْجَتيَ التي تلِفَتْ ولا              مَنٌّ عليه لأنّها مِنْ ماله
أَتُرى درى أنّي أحِنّ لهَجْرِهِ              إذ كنتُ مُشْتَاقاً لهُ كوِصاله
وأَبِيتُ سَهراناً أُمَثّلُ طَيفَه              للطّرْف كي ألقى خَيالَ خَياله
لا ذُقْتُ يوماً راحةً من عاذلٍ              إنْ كنتُ مِلْتُ لقِيلهِ ولِقاله
فَوَحَقّ طيبِ رضَى الحبيب ووَصلِهِ              ما مَلّ قلبي حُبّهُ لمَلاله
واهاً إلى ماء العُذَيْب وكيفَ لي             بحَشَايَ لو يُطْفَى بِبَرْدِ زُلاله
ولقدْ يَجِلّ عن اشتياقي ماؤه              شَرَفاً فَوَاظَمِئي لِلامعِ آله
----------------------------------------------------


قل لجاف (02:42)

تأليف: الشريف المرتضى

قل لجافٍ كلّما سِي            مَ وصالاً زاد ضَنّا
لَيتَهُ يَزدادُ إِحسا            ناً كما يزداد حسنا
قد لَبِسنا من جوى حُب            بك ما أبلى وأضْنى
لا أَرانا اللَّهُ في نَفْ            سِك ما أبصرتَ مِنّا
فَوحقّ الحبِّ لم يَصْ           دُقْك مَن بلّغ عنّا
أتُرى عن حسنِ رأيٍ            زارنا طيفُك وَهْنا
إنّما الطّيفُ كلفظٍ            فارغٍ ما فيه مَعْنى
كَم رَأينا باطلاً نَفّ              سَ كَرْباً مِنْ مُعَنّى

----------------------------------------------------


دين الناس للناس (01:46)

تأليف: الحلاّج

وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت             إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي
وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم              إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي
وَلا ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً              إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي
وَلا هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍ              إِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ
وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم             سَعياً عَلى الوَجهِ أَو مَشياً عَلى الرَأسِ
مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهاً            ديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ
----------------------------------------------------


من أنت؟ (02:38)

تأليف: أبو فراس الحمداني

تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهيَ عَليمَةٌ         وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ
فَقُلتُ كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى         قَتيلُكِ قالَت أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ
فَقُلتُ لَها لَو شِئتِ لَم تَتَعَنَّتي         وَلَم تَسأَلي عَنّي وَعِندَكِ بي خُبرُ
فَقالَت لَقَد أَزرى بِكَ الدَهرُ بَعدَنا         فَقُلتُ مَعاذَ اللَهِ بَل أَنتِ لا الدَهرُ
وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌ         إِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ
----------------------------------------------------


تلفّت القلب (01:53)

تأليف: الشريف الرضي

وَلَقَد مَرَرتُ عَلى دِيارِهِمُ         وَطُلولُها بِيَدِ البِلى نهبُ
فَوَقَفتُ حَتّى ضَجَّ مِن لَغَبٍ         نِضوي وَلَجَّ بَعُذلي الرَكبُ
وَتَلَفَّتَت عَيني فَمُذ خَفِيَت         عَنها الطُلولُ تَلَفَّتَ القَلبُ
----------------------------------------------------


نعمان الأراك (02:41)

تأليف: ابن باجة

أَسُكّانَ نَعمانِ الأَراكِ تَيَقَّنوا             بِأَنَّكُمُ في رَبعِ قَلبِيَ سُكّانُ
وَدوموا عَلى حِفظِ الوِدادِ فَطالَما             بُلينا بِأَقوامٍ إِذا ائتمنوا خانوا
رَعَينا لَهُم حِفظَ الوِدادِ فَما رَعَوا             وَصُنّا هَواهُم أَن يُذالَ فَما صانوا
سَلوا النَومَ عَنّي مُذ تَناءَت دِيارُكُم              هَلِ اِكتَحَلَت بِالنَومِ لي بَعدُ أَجفانُ
وَهَل جَرَّدَت أَسيافَ بَرقٍ دِيارُكُم             فَكانَت لَها إِلّا جُفونِيَ أَجفانُ
----------------------------------------------------


ظبي الحمى (02:10)

تأليف: ابن سهل الأندلسي

يُنبِتُ الوَردَ بِغَرسي كُلَّما         لَحَظَتهُ مُقلَتي في الخُلَسِ
لَيتَ شِعري أَيُّ شَيءٍ حَرّما         ذَلِكَ الوَردَ عَلى المُغتَرِسِ
أَنفَذَت دَمعِيَ نارٌ في ضِرام         تَلتَظي في كُلِّ حينٍ ما يَشا
هِيَ في خَدَّيهِ بَردٌ وَسَلام         وَهيَ ضُرٌّ وَحَريقٌ في الحَشا
أَتَّقي مِنهُ عَلى حُكمِ الغَرام         أَسَداً وَرداً وَأَهواهُ رَشا
قُلتُ لَمّا أَن تَبَدّى مُعلَما         وَهوَ مِن أَلحاظِهِ في حَرَسِ
أَيُّها الآخِذُ قَلبي مَغنَما         اِجعَلِ الوَصلَ مَكانَ الخُمُسِ
----------------------------------------------------


قلبان (01:33)

تأليف: العبّاس بن الأحنف

فلو كان لي قلبان عشت بواحد         وخلفت قلباً في هواك يعذب
ولكنما أحيا بقلب مروع         فلا العيش يصفو لي ولا الموت يقرب
تعلمت أسباب الرضا خوف سخطها         وعلمها حبي لها كيف تغضب
ولي ألف وجه قد عرفت مكانه         ولكن بلا قلب إلى أين أذهب
----------------------------------------------------


أقول وليلتي (01:30)

تأليف: بشار بن برد

أقولُ، ولَيْلَتِي تَزْدادُ طُولاً:         أما للَّيْلِ بَعْدَهُمُ نَهارُ
جَفَتْ عَيْنِي عن التَغْمِيضِ حتَّى         كأَنَّ جُفُونَها عَنْها قِصارُ
كأَنَّ جُفُونَها كُحِلَتْ بِشَوْكٍ         فَليْسَ لِوَسْنَةٍ فِيها قَرارُ
تَخالُ فُؤادَهُ كُرَةً تَنَزَّى         حِذارَ البَيْنِ، لو نَفَعَ الحِذارُ
يُرَوِّعُهُ السِّرارُ بكُلِّ شَيْءٍ         مَخافَةَ أن يكُونَ به السِّرارُ
----------------------------------------------------


ماء الحشرج (01:51)

تأليف: عمر بن أبي ربيعة

فَوَضَعتُ كَفّي عِندَ مَقطَعِ خَصرِها           فَتَنَفَّسَت نَفَساً ولَم تَتَلَهَّجِ
فَلَزِمتُها فَلَثِمتُها فَتَفَزَّعَت            مِنّي وَقالَت مَن فَلَم أَتَلَجلَج
قالَت وَعَيشِ أَخي وَحُرمَةِ والدي            لَأُنَبِّهَنَّ الحَيَّ إِن لَم تَخرُجِ
فَخَرَجتُ خَوفَ يَمينِها فَتَبَسَّمَت            فَعَلِمتُ أَنَّ يَمينِها لَم تَحرَجِ
فَتَناوَلَت رَأسي لِتَعلَمَ مَسَّهُ            بِمُخَضَّبِ الأَطرافِ غَيرَ مُشَنَّجِ
فَلَثَمتُ فاها آخِذاً بِقُرونِها             شُربَ النَزيفِ بِبَردِ ماءِ الحَشرَجِ
----------------------------------------------------


أحبك وأقلاك (01:43)

تأليف: الشريف الرضي

أُحِبُّكَ بِالطَبعِ البَعيدِ مِنَ الحِجى         وَأَقلاكَ بِالعَقلِ البَريءِ مِنَ الخَبل
فَأَنتَ صَديقي إِن ذَهَبتُ إِلى الهَوى         وَأَنتَ عَدوّي إِن رَجَعتُ إِلى العَقلِ
وَسِيّانِ عِندي مَن طَواني عَلى جَوىً         يُعَذِّبُ قَلبي أَو طَواني عَلى دخلِ
وَما الحُبُّ إِلّا ذِلَّةٌ وَاِستِكانَةٌ         لِمَولىً أَرى إِعزازَهُ وَيَرى ذُلّي
وَلَو أَنَّني خُيِّرتُ مَن أَمنَحُ الهَوى         لَما اِختَرتُ أَن أَهوى هَوىً وَمَعي عَقلي
----------------------------------------------------


أعانقها (01:20)

تأليف: ابن الرومي

أعانقها والنفسُ بعدُ مشوقةٌ         إليها وهل بعد العناق تداني
وألثمُ فاها كي تزول حرارتي         فيشتد ما ألقى من الهيمان
وما كان مقدار الذي بي من الجوى         ليَشْفِيَهُ ما قد ترشُفُ الشَّفَتانِ
كأنَّ فؤادي ليس يَشْفي غليلَه         سوى أنْ يرى الروحَيْن يمتزجان
----------------------------------------------------


دونَ ذلكَ أهْوال (02:24)

تأليف: أبو العلاء المعرّي

 
مَعانِيكِ شَتّى والعبارَةُ واحِدٌ         فطَرْفُكِ مُغْتالٌ وزَنْدُكِ مُغْتال
وأبغضْتُ فيكِ النّخْلَ والنخلُ يانعٌ         وأعْجَبَني مِن حُبّكِ الطلْحُ والضّال
وأهوَى لجَرّاكِ السّماوَةَ والقَطا         ولو أنّ صِنْفَيْهِ وُشاةٌ وعُذّال
فسَقْياً لكأسٍ مِنْ فمٍ مِثلِ خاتِمٍ         من الدُّرِّ لم يَهْمُمْ بتقبيله خال
صَحِبْتِ كَرانا والرّكابُ سَفائِنٌ         كعادِكِ فِينا والركائِبُ أجْمال
أَعُمْتِ إلينا أمْ فِعالَ ابنِ مَرْيمٍ         فعَلْتِ وهلْ يُعْطى النُبوّةَ مِكْسالُ
فيا دارَهَا بالخيف إنّ مَزارَها         قرِيبٌ ولكنْ دونَ ذلكَ أهْوال
----------------------------------------------------


نظرة (01:59)

تأليف: كثيّر عزّة

نَظَرتُ إِليها نَظرَةً وَهيَ عاتقٍ         على حين أن شبّت وبان نهودها
وقد درّعوها وهيَ ذات مؤصد         مَجوبٍ وَلَما يَلبَسِ الدِرعَ ريدُها
نَظَرتُ إِليها نَظرةً ما يَسُرُّني         بِها حُمرُ أَنعامِ البِلادِ وَسودُها
وَكُنتُ إِذا ما زُرتُ سُعدى بِأَرضِها         أَرى الأَرضَ تُطوى لي وَيَدنو بَعيدُها
مِنَ الخَفراتِ البيضِ وَدَّ جَليسُها         إِذا ما اِنقَضَت أُحدوثَةٌ لَو تُعيدُها
----------------------------------------------------


صف مدار (02:10)

تأليف: ابو نواس

إِذا كُنتُ لا أَنفَكُّ عَن طاعَةِ الهَوى         فَإِنَّ الهَوى يَرمي الفَتى بِبَوارِ
فَها إِنَّ قَلبي لا مَحالَةَ مائِلٌ         إِلى رَشَإٍ يَسعى بِكَأسِ عُقارِ
شَمولٍ إِذا شُجَّت تَقولُ عَقيقَةٌ         تَنافَسَ فيها السَومُ بَينَ تِجارِ
كَأَنَّ بَقايا ما عَفا مِن حَبابِها         تَفاريقُ شَيبٍ في سَوادِ عِذارِ
تُعاطيكَها كَفٌّ كَأَنَّ بَنانَها         إِذا اعتَرَضَتها العَينُ صَفُّ مَدارِ
 
----------------------------------------------------


صف لي المنام (01:34)

تأليف: العزازي

لَوْ كنتَ تَقبلُني عَبْداً بِلا ثَمَنِ         رَأَيتُها مِنَّةً مِن أَعظمِ المِنَنِ
يَا مُعْرِضاً عن عِتابي في مَحبّتهِ         كمِثلِ إعْراضِ أجفاني عنِ الوَسَنِ
صِفْ لي المَنامَ فإنّي لستُ أَعرفُهُ         كلا وَلم أَرَهُ يوماَ ولم يَرَني
وَلَمْ يَمُرَّ لهُ شَخصٌ على بَصَرِي         لكنْ أَحاديثُهُ مَرَّتْ على أُذُني
----------------------------------------------------


يا جارة الوادي (02:01)

تأليف: أحمد شوقي

يا جارَةَ الوادي طَرِبتُ وَعادَني         ما يُشبِهُ الأَحلامَ مِن ذِكراكِ
مَثَّلتُ في الذِكرى هَواكِ وَفي الكَرى         وَالذِكرَياتُ صَدى السِنينِ الحاكي
وَلَقَد مَرَرتُ عَلى الرِياضِ بِرَبوَةٍ         غَنّاءَ كُنتُ حِيالَها أَلقاكِ
ضَحِكَت إِلَيَّ وُجوهُها وَعُيونُها         وَوَجَدتُ في أَنفاسِها رَيّاكِ
لَم أَدرِ ماطيبُ العِناقِ عَلى الهَوى         حَتّى تَرَفَّقَ ساعِدي فَطواكِ
----------------------------------------------------


ساحر المقلة (01:46)

تأليف: لسان الدين بن الخطيب

ساحِرُ المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى         جالَ في النّفسِ مَجالَ النّفَسِ
سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى         ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ
إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ         وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ
فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ         ليْسَ في الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ
أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ         في ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ
----------------------------------------------------


محنة العاشق (02:42)

تأليف: أبو تمّام

أَنتَ في حِلٍّ فَزِدني سَقَما         أَفنِ صَبري وَاِجعَلِ الدَمعَ دَما
وَاِرضَ لي المَوتَ بِهَجريكَ فَإِن         لَم أَمُت شَوقاً فَزِدني أَلَما
مِحنَةُ العاشِقِ في ذُلِّ الهَوى         وَإِذا اِستُودِعَ سِرّاً كَتَما
لَيسَ مِنّا مَن شَكا عِلَّتَهُ         مَن شَكا ظُلمَ حَبيبٍ ظَلَما
----------------------------------------------------


أضلّني وهداني (02:54)

تأليف: الأبله البغدادي

ومهفهف ساجي اللحاظ حفظته         فأضاعني وأطعته فعصاني
يصمي قلوب العاشقين بمقلة         طرف السنان وطرفها سيان
حسن الدلال بشعره وبثغره         يوم الوداع اضلني وهداني

----------------------------------------------------


قلت كلّ (02:40)

تأليف: أبو العتاهية

أعلمتُ عُتبةُ أنني         منها على أجلٍ مطل
وشكوتُ ما ألقى إلي         ها والمدامعُ تستهلُ
حتى إذا بَرمَتْ بما         أشكو كما يشكو الأذل
قالت: فأي الناسِ تع         رفُ ما تقولُ؟ فقلتُ: كلّ

----------------------------------------------------


اتّكيت على النصل (02:39)

تأليف: ابن عبد ربه

إذا جئتُها صَدَّت حياءً بوَجهها         فتهجُرني هَجراً ألذَ من الوَصْل
وإن حكمتْ جارتْ عليّ بحُكْمها         ولكنّ ذاك الجَورَ أشهى من العَدْل
كتمتُ الهوى جَهدي فجرّده الأسى         بماء البُكا هذا يَخُط وذا يُملي
وأحببتُ فيها العذْلَ حُبًّا لذِكرها         فلا شيء أشهى في فؤادي من العذْل
أقول لقَلبي كلما ضَامَه الأسىَ         إذا ما أبيتَ العِزّ فاصبر على الذُّل
برأيكِ لا رَأيي تعرّضتُ للهَوى         وأمرك لا أمري وفِعْلكِ لا فِعْلي
وجدتُ الهَوى نَصلاً لمَوتي مُغْمَداً         فجردتُه ثم اتكأتُ على النصْل
----------------------------------------------------


شمس ضحى (03:02)

تأليف: ابن حمديس

من كلّ مُوَدِّعةٍ نَطَقَتْ             بالسّرّ مدامعُهَا عَلَنَا
سفرتْ لوداعك شمسَ ضحىً             وَثَنَتْ بكثيبِ نقا غُصُنا
ورَمَتْكَ بمقلةِ خاذلةٍ              هَجَرَتْكَ وعاوَدتِ الوَسنَا
وترى للسحر بها حركاً              فبه تؤذيك إذا سكنا
كثرتْ في الحبّ بها عللي             فظهرتُ أسىً وخفيتُ ضنى
----------------------------------------------------


المشكاة والمصباح (02:42)

تأليف: السهروردي

بِالسرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم              وَكَذا دِماءُ العاشِقينَ تُباحُ
وَإِذا هُم كَتَموا تَحَدّث عَنهُم               عِندَ الوشاةِ المَدمعُ السَفّاحُ
عودوا بِنورِ الوَصلِ مِن غَسَق الدُّجى             فَالهَجرُ لَيلٌ وَالوصالُ صَباحُ
صافاهُمُ فَصَفوا لَهُ فَقُلوبهم             في نُورِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ

----------------------------------------------------


حرف عذار (02:41)

تأليف: ابن نباتة المصري

إذا فتن الألباب حسنك ساذجاً             فما حاجة الخدّ البديع إلى الرّقم
ألم يكفك اللحظ الذي صال وانتشى             فلم يخل في الحالين من صفة الإثم
ومبتسم فيه اللآلي يتيمة             وليس على أسلاكه ذلة اليتم
يصدّ بلا ذنب عن الصبّ ظلمه              لقد صحّ عندي أنه بارد الظلم
سقى المطر الغادي صبايَ وصبوتي             فما كنت إلا في ليالٍ وفي حلم
وحيى دياراً بالنقا ومرابعاً              بنيت بها هيف القدود على الضم
----------------------------------------------------


لم يطل ليلي (03:07)

تأليف: بشّار بن برد

لَم يَطُل لَيلي وَلَكِن لَم أَنَم           وَنَفى عَنّي الكَرى طَيفٌ أَلَم
وَإِذا قُلتُ لَها جودي لَنا            خَرَجَت بِالصَمتِ عَن لا وَنَعَم
نَفِّسي يا عَبدَ عَنّي وَاِعلَمي           أَنَّني يا عَبدَ مِن لَحمٍ وَدَم
إِنَّ في بُردَيَّ جِسماً ناحِلا            لَو تَوَكَّأتِ عَلَيهِ لَاِنهَدَم
----------------------------------------------------


الثنايا العذاب (02:39)

تأليف: ابن زريق

أَقَواَمٌ تحت الغِلاَلةِ أَثْنَيْ           تَ فأزريتَ بالغصونِ الرِّطَاب
ولَناَ عن شقيقه أنتَ أسْفَر            تَ أم الجُلَّنارُ تحتَ النقابِ
تتوارَى من فَرْطةِ الخَجلِ الشم            سُ إِذا ما رأتكَ تحت الحجابِ
وترقُّ الأطيارُ تحسبُكَ الغص            نَ إِذا ما خطرْتَ تحتَ القبابِ
إِنَّ سُقْمي منْ أعيْنٍ ذاتِ سُقْمٍ           وعذابي دون الثنايا العِذاب
----------------------------------------------------


زمانُ الرّبيع (03:52)

تأليف: الباخرزي

يمر عليّ زمانُ الرّبيع             ولا العيشُ حلوٌ ولا الكأسُ مُرّ
فأفلاكُه بعنادي تَدورُ               وأخلافُه بخلافي تَدرِ
أجَرَّعُ من شَرْيِهِ ما يسوءُ               وأُحرَمُ من أَرْيِهِ ما يَسُر
وأَشربُ من مُقلتي ما يَضيرُ                وآكلُ من كبدي ما يَضرّ
غَدت نُهُري وهْيَ دُهْمُ الثِّيابِ               وكنتُ وكانتْ لياليَّ غُرّ
لوردٍ من الخدِ أُضحِي أشمُّ              ومسكٍ منَ الصدغِ أُمسي أَجرّ
وليسَ يفي لي وأينَ الوفاءُ              صديقٌ صَدوقٌ منَ الناسِ طُرّ
وممّا يشقّ على الحرِّ أنْ              يقالَ لكلٍّ منَ الناسِ حُرّ
----------------------------------------------------


كبد وشفة (03:30)

تأليف: ابن هانئ الأندلسي

أغَنُّ غَضِيضٌ خَفَّف اللِّينُ قَدَّهُ                   وأثْقَلَتِ الصَّهْبَاءُ أجْفَانَه الوُطْفَا
ولم يُبْق إرعاشُ المُدَامِ له يَدا                   ولم يُبْقِ إعناتُ التَّثَنَّي له عِطْفَا
يقولون حِقْفُ فوقه خَيْزُرَانَةٌ               أما يعرفونَ الخَيْزُرَانَةَ والحِقْفَا
جعلنا حَشَايَانَا ثيابَ مُدَامِنَا              وَقَدَّتْ لنا الظلماءُ من جلدها لُحْفَا
فمن كَبِدٍ تدنى إلى كَبِدٍ هَوًى                ومن شَفَةٍ تُوحي إلى شَفَةٍ رشْفَا
----------------------------------------------------


من قدّ قلبي (03:15)

تأليف: أبوبكر بن عمّار

قلبي الذي اختار السقام لجسمه            زياً فخلوه وما يختاره
عيرتموني بالنحول وإنما              شرف المهند أن ترق شفاره
أحسبتم السلوان هب نسيمه               أو أن ذاك النوم عاد غراره
إن كان أعيا القلب من حرب الجوى               خذلته من دمعي إذن أبصاره
من قدّ قلبي إذ تثنى قده                وأقام عذري إذ أطل عذاره
----------------------------------------------------


كشح وكشح (03:12)

تأليف: ابن النحّاس

لا أذم العيس للعيس يد         في تلاقينا وللأسفار نجح
قربت منا فما نحو فم         واعتنقا فالتقى كشح وكشح
وتزودت شذا من مرشف         بفمي منه إلى ذا اليوم نفح
وتعاهدنا على كاس اللمى         أنني ما دمت حياً لست أصحو
يا ترى هل عند من قد رحلوا         أن عيشي بعدهم كدّ وكدح
كم أداوي القلب قلت حيلتي         كلما داويت جرحاً سال جرح
----------------------------------------------------


رأى اللوم (03:12)

تأليف: ابن النحّاس

رأى اللوم من كل الجهات فراعه         فلا تنكروا إعراضه وامتناعهُ
ولا تسألوه عن فؤادي فإنني         علمت يقيناً أنه قد أضاعه
له الله ظبياً كل شييء يروعه         فيا ليت لي شيئاً يزيل ارتياعه
ويا ليته لو كان من أول الهوى         أطاع عذولي واكتفينا نزاعه
فما راشنا بالسوء إلا لسانه         وما خرب الدنيا سوى ما أشاعه
أشاع الذي أغرى بنا ألسن العدى         وطير عن وجه التغالي قناعه

----------------------------------------------------


بشر الدرّ (03:14)

تأليف: المتنبِّي

وكيف التذاذي بالأصائلِ والضُّحى             إذا لم يعد ذاكَ النَّسيم الَّذي هبَّا
ذكرتُ به وصلاً كأن لم أفزْ به              وعيشاً كأنِّي كنتُ أقطعُهُ وثبا
وفتَّانةَ العينين قتَّالة الهوى             إذا نفحت شيخاً روائحُها شبّا
لها بشرُ الدُّرِّ الَّذي قلِّدت به             ولم أرَ بدراً قبلها قلِّد الشُّهبا
فيا شوقُ ما أبقى، ويا لي من النَّوى         ويا دمعُ ما أجرى ويا قلبُ ما أصبى
----------------------------------------------------


عبرة تجري (02:59)

تأليف: علي بن الجهم

خليلي ما أحلى الهوى وأمره               وأعرفني بالحلو منه وبالمر
كفى بالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً              لو أن الهوى مما ينهنه بالزجر
بما بيننا من حرمة هل علمتما              أرق من الشكوى وأقسى من الهجر
وأفضح من عين المحب لسره              ولا سيّما إن أطلقت عبرة تجري
----------------------------------------------------


الشرّ يدفع بالشرّ (03:29)

تأليف: علي بن الجهم

وما أنس مالأشياء لا أنس قولها              لجارتها ما أولع الحب بالحر
فقالت لها الأخرى فما لصديقنا             معنى وهل في قتله لك من عذر؟
فقالت أذود الناس عنه وقلما              يطيب الهوى إلا لمنهتك الستر
وأيقنتا أني سمعت فقالتا              من الطارق المصغي إلينا وما تدري
فقلت فتى إن شئتما كنتم الهوى               وإلا فخلاع الأعنة والعذر
على أنه يشكو ظلوماً وبخلها             عليه بتسليم البشاشة والبشر
فقالت هجيئاً قلت قد كان بعض ما         ذكرت لعل الشر يدفع بالشر
----------------------------------------------------


صبّ بالنجوم (02:42)

تأليف: المسيلي

خطرتُ على وادي العُذيب بأدمُعي             فما جُزته إلا وأكَثُرُه دم
وقد شَرِبَتْ منه كرامُ جيادنا             فكادَت بأسرارِ الهَوى تَتكّلم
سرى البرقُ من نَعمانَ يُخبر أنّه             سيَشْقى بكم من كان بالأمس يَنْعَم
رحلتم، فهذا الليلُ فيكم فلم يعد              إلىَّ سواه منكم إذ رحلتم
وما أنا صَبٌّ بالنّجوم وإنّما         تُخَيِّلُ لي الآفاق أنكُم هم
----------------------------------------------------


الظلم بالظلم (02:58)

تأليف: ابن الساعاتي

أيا هاجري لا تجعل الهجر سنَّةً             وإن كنت لا ترجو ثوابي فخف إثمي
يميل الصبا عني بقلبك والصَّبا              بقدّك من لي لو يثقَّف بالضمِ
فعطفاً على جسمي النَّحيل فإنه             يمتُّ إلى أجفان عينيك بالسُّقمِ
وما قلت بدرُ التم مثلك عادلاً             ولكنني قابلت ظلمك بالظلمِ
----------------------------------------------------


قفل الزبرجد (03:06)

تأليف: ابن سناء الملك

ووراءَ نَدِّ الْخالِ في وجناتِه            ماءُ الجمال يجولُ في جمْرٍ نَدي
وظَلِلْتُ فيه بشعره وجَبينِه         طوراً أَضِلُّ بِه وطَوْراً أَهْتَدي
جرَّدتُه لكن ذوائِبُ شَعْره         جَعَلَتْه إِذْ سَتَرتْه غيرَ مُجرَّدِ
وغدَتْ قلائِدُه تَعُوق عِناقَه         فنزَعْتُها عَنْه وبَاتَ مُقَلِّدي
وسرقْتُ مِنه قُبلَةً في سُكْرِه         فسرقْتُ درّاً تحت قُفْلِ زَبَرْجَدِ
----------------------------------------------------


غرام الهوى (02:40)

تأليف: القاضي السلمي

يحن فؤادي إلى قاتلي              كذاك الهوى عند من جرّبه
ترق شمائل من ذاقه              وتلطف شمأل من هذبّه
يجود لمسخطه بالرضا             ويطلب راحة من اتعبه
إذا شف قلبي غرام الهوى              دعا بالنعيم لمن عذبّه
  
----------------------------------------------------


نار تشبّ بريح (03:14)

تأليف: أبو العبّاس العزفي

كم عرضوا لي بالملام وصرحوا         فعصيت في التعريض والتصريح
عجبا لهم يلقونني بملامهم            في حب من يلقون بالتسبيح
إن صوح الروض النضير فخدّه             أزهاره أمنت من التصويح
وتحار أعين مبصريه إذا بدا             في ثقل أرداف وخفة روح
قلبي بعذلهم يزيد توقدا              لا غرو في نار تشب بريح

----------------------------------------------------


ماء الغدير (03:07)

تأليف: ابن المعتزّ

أَيَّ المَعاهِدِ مِنكِ أَندُبُ طيبَهُ            مُمساكِ في الآصالِ أَم مَغداكِ
أَم بَردُ ظِلِّكَ ذي العُيونِ وَذي الحَيا             أَم أَرضُكِ المَيثاءُ أَم رَيّاكِ
فَكَأَنَّما سَقَطَت مَجامِرُ عَنبَرٍ               أَو فُتَّ فَأرُ المِسكِ فَوقَ ثَراكِ
وَكَأَنَّما حَصباءُ أَرضِكِ جَوهَرٌ              وَكَأَنَّ ماءَ الوَردِ دَمعُ نَداكِ
وَكَأَنَّما أَيدي الرَبيعِ ضُحَيَّةً              نَثَرَت ثِيابَ الوَشيِ فَوقَ رُباكِ
وَكَأَنَّ دِرعاً مُفرَغاً مِن فِضَّةٍ              ماءُ الغَديرِ جَرَت عَلَيهِ صباكِ
----------------------------------------------------


يا أمّ عمرو (03:04)

تأليف: جرير

لَو تَعلَمينَ الَّذي نَلقى أَوَيتِ لَنا         أَو تَسمَعينَ إِلى ذي العَرشِ شَكوانا
كَصاحِبِ المَوجِ إِذ مالَت سَفينَتُهُ         يَدعو إِلى اللَهِ إِسراراً وَإِعلانا
يا أُمَّ عَمروٍ جَزاكِ اللَهُ مَغفِرَةً         رُدّي عَلَيَّ فُؤادي كَالَّذي كانا
"لا تأخذين فؤادي تلعبين به         فكيف يلعب بالإنسان إنسانا".
أَلَستِ أَحسَنَ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ         يا أَملَحَ الناسِ كُلِّ الناسِ إِنسانا
لا بارَكَ اللَهُ في الدُنيا إِذا اِنقَطَعَت         أَسبابُ دُنياكَ مِن أَسبابِ دُنيانا
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ         قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا
يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ         وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا


----------------------------------------------------


رسائل شوق (02:41)

تأليف: الشريف الرضي

أَنتِ النَعيمُ لِقَلبي وَالعَذابُ لَهُ               فَما أَمَركِ في قَلبي وَأَحلاكِ
عِندي رَسائِلُ شَوقٍ لَستُ أَذكُرُها              لَولا الرَقيبُ لَقَد بَلَّغتُها فاكِ
سَقى مِنىً وَلَيالي الخَيفِ ما شَرِبَت               مِنَ الغَمامِ وَحَيّاها وَحَيّاكِ
إِذ يَلتَقي كُلُّ ذي دَينٍ وَماطِلَهُ               مِنّا وَيَجتَمِعُ المَشكوُّ وَالشاكي
لَمّا غَدا السَربُ يَعطو بَينَ أَرحُلِنا               ما كانَ فيهِ غَريمُ القَلبِ إِلّاكِ
هامَت بِكِ العَينُ لَم تَتبَع سِواكِ هَوىً              مَن عَلَّمَ العين أَنَّ القَلبَ يَهواكِ
----------------------------------------------------


سجدة راهب (02:45)

تأليف: جرير

ما بالُ قَتلاكِ لا تَخشَينَ طالِبَهُم              لَم تَضمَني دِيَةً مِنهُم وَلا قَوَدا
إِنَّ الشِفاءَ الَّذي ضَنَّت بِنائِلِهِ              فَرعُ البَشامِ الَّذي تَجلو بِهِ البَرَدا
هَل أَنتِ شافِيَةٌ قَلباً يَهيمُ بِكُم              لَم يَلقَ عُروَةُ مِن عَفراءَ ما وَجَدا
ما في فُؤادِكَ مِن داءٍ يُخامِرُهُ              إِلّا الَّتي لَو رَآها راهِبٌ سَجَدا
----------------------------------------------------


سلم وحرب (02:07)

تأليف: ابن حمديس

فتاةٌ إذا أحسنتُ في الحبِّ أذنَبَتْ             فمن أين لولا الجورُ تُلْزِمني الذنبا
وإني لصعبٌ والهوى راضني لها             وغيرُ عجيبٍ أن يروضَ الهوى الصعبا
سريعةُ غدرٍ سيفها في جفونها            وهل لك سلمٌ عند من خُلِقَت حربا
----------------------------------------------------


يا هادي الطريق (03:19)

تأليف: أبو مسلم العماني

فدا نفسي لبَهكنةٌ لعوب            لهوت بها على لثم الشقيق
أناولها من الشاهي كؤوساً             فقالت هكذا طعم الرحيق
كأن الكأس في يدها وفيها             عقيق في عقيق في عقيق
تقول وملؤها لعب وضحك             أتعدل شرب شاهيكم بريقي
فقلت لها منى نفسي أفيقي             بريقك ينطفي لهب الحريق
فأدنت ثغرها مني وقالت             تمتع بي إلى وقت الشروق
فبت أشمّ وردة وجنتيها              وأرشف جمر مبسمها الشريق
فلما أذهلت عقلي ورشدي         طفقت أصيح يا هادي الطريق
----------------------------------------------------


اخو البدر (02:07)

تأليف: ابن زيدون

وَدَّعَ الصَّبْرَ مُحِبُّ وَدَّعَكْ             ذَائِعٌ مِنْ سِرِّهِ مَا اسْتَوْدَعَكْ
يَقْرَعُ السِّنَّ عَلَى أَنْ لَمْ يَكُنْ            زَادَ فِي تِلْكَ الخُطى إذْ شَيَّعَكْ
يَا أَخَا البَدْرِ سَنَاءً وَسَنِّي             حَفِظَ اللَّه زَمَاناً أَطْلَعَكْ
إنْ يَطُلّ بَعْدَكَ لَيْلِي فَلَكَمْ             بِتُّ أَشْكُو قِصَرَ اللَّيْلِ مَعَكْ
----------------------------------------------------


أخا الجنّ (02:42)

تأليف: ابن الدّمينة

فلو كنتُ أدري أنَّ ما كان كائنٌ           حذِرْتُكِ أيّامَ الفؤادُ سليمُ
ولكنْ حسبْتُ الهجرَ شيئاً أطيقُه           ولم أدْرِ أنّ الخطبَ فيه عظيمُ
أخا الجِنِّ بلَّغْها السَّلامَ فإنَّني           من الإنسِ مزوَرُّ الجناح كتومُ
أخا الجنّ لا ندْري إذا لم يُدِمْ لنا           خليلٌ صفاءَ الوُدِّ كيف نُديمُ
ولا كيف بالهجران والقلبُ آلِفٌ            ولا كيف يرضى بالهوان كريمُ

----------------------------------------------------


وإني لأرضى (02:27)

تأليف: جميل بن معمر

وإني لأرضى من بثينة بالذي           لو ابصره الواشي لقرت بلابله
بلا وبأن لا أستطيع وبالمنى            وبالأمل المرجو قد خاب آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضي            أواخره لا نلتقي وأوائله
----------------------------------------------------


زناد الشوق (03:06)

تأليف: أبو تمّام

لَعَمري لَقَد أَخلَقتُمُ جدَّةَ البُكا            بُكاءً وَجَدَّدتُم بِهِ خَلَقَ الوَجدِ
وَكَم أَحرَزَت مِنكُم عَلى قُبحِ قَدِّها            صُروفُ النَوى مِن مُرهَفٍ حَسَنِ القَدِّ
وَمِن زَفرَةٍ تُعطي الصَبابَةَ حَقَّها            وَتوري زِنادَ الشَوقِ تَحتَ الحَشا الصَلدِ
وَمِن جيدِ غَيداءِ التَثَنّي كَأَنَّما            أَتَتكَ بِلَيتَيها مِنَ الرَشَأِ الفَردِ
كَأَنَّ عَلَيها كُلَّ عِقدٍ مَلاحَةً            وَحُسناً وَإِن أَمسَت وَأَضحَت بِلا عِقدِ
وَمِن نَظرَةٍ بَينَ السُجوفِ عَليلَةٍ            وَمُحتَضَنٍ شَختٍ وَمُبتَسَمٍ بَردِ
وَمِن فاحِمٍ جَعدٍ وَمِن كَفَلٍ نَهدِ             وَمِن قَمَرٍ سَعدٍ وَمِن نائِلٍ ثَمدِ
----------------------------------------------------


فاض كأس غرامي (02:09)

تأليف: فهد العسكر

لك ثغر يفترّ عن بسمات             ضوؤها أيقظ الشعور السامي
بسمات ما افترّ مبسمك الور            ديّ عنها إلّا وطاطأت هامي
تتجلّى بها البراءة والطهر             وهذا وتلك سرّ غرامي
وحديث كم هزّ أوتار روحي             ودلال ألذّ من أحلامي
----------------------------------------------------


داؤها وطبيبها (02:29)

تأليف: إبراهيم الصولي

تَمُرّ الصَبا صَفحا بِساكِن ذي الغَضا             وَيَصدَع قَلبي أَن يَهُبّ هُبوبُها
قَريبَة عَهد بِالحَبيبِ وَإِنَّما             هَوى كُلِّ نَفس حَيثُ حَلّ حَبيبُها
تَطَلَّع مِن نَفسي إِلَيك نَوازِعٌ            عَوارِفُ أَنَّ اليَأسَ مِنكِ نَصيبُها
توحّش مِن لَيلى الحِمى وَتَنَكّرت            مَنازِل لَيلى خَيمُها وَكَثيبُها
وَزالَت زَوالَ الشَّمس عَن مُستَقَرَّها            فَمَن مُخبري في أَيّ أَرض غروبُها
----------------------------------------------------


نصيبي من الدنيا (02:36)

تأليف: ابن الدّمينة

فَما مُزنَةٌ بَينَ السِّماكَينِ أَومَضَت            مِنَ الغَورِ ثُمَّ استَعرَضَتها جَنُوبُها
بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قَالَت وَحَولَنا             مِنَ النَّاسِ أَوشابٌ يُخافُ شَغُوبُهَا
تَغَانَيتَ وَاستَغنَيتَ عَنّا بِغَيرِنا             هَنِيئَا لِمَن فِى السِّر أَنتَ حَبِيبُهَا
فَقُلتُ لَها اَنتِ الحَبِيبةُ فَاعلَمِى            إِلَى يَومِ يَلقَى كُلَّ نَفسٍ حَسِيبُهَا
وَدِدتُ بِلا مَقتٍ مِنَ اللهِ أَنَّهَأ            نَصِيبِى مِنَ الدُّنيا وَأَنِّى نَصِيبُهَا
----------------------------------------------------


لمياء (02:34)

تأليف: ابن خاتمة الأندلسي

مَنْ لِي عَلى عَطَلي بِباهِرَةِ الحُلى            تُنْسي النجومَ الطَّالعاتِ غُروبَها
صَمتَتْ خَلاخِلُها وأنَّ وِشاحُها             وَكِلاهُما مِثْلي غَدا مَوْصُوبَها
تَلْوي عَلى لَدْنِ الغصونِ بُرودَها             وتَشُقُّ عن بَدْرِ الدُّجونِ جُيوبَها
لَمْياءُ تَبْسِمُ عن عُقودِ لآلىء             يا بَرْدَ كبدِي لو رَشَفْتُ شَنِيبَها
ما خِلْتُ أنَّ الرِّيقَ مِنْها خَمَرةٌ            حتَّى رَأيتُ بِخَدِّها أُلْهُوبَها
أو أنَّ عَرفَ الرَّوْضِ مِنْ أنفاسِها            حتَّى شَمَمْتُ عَلى الأزاهرِ طِيْبَها
أو أنَّ مُقلتَها تُغيرُ عَلى الوَرى            حتَّى غَدوتُ طَعِينَها وسَليبَها
يا ربِّ إنْ حالَتْ عَليَّ ولَمْ أحُل           عَنها فكُنْ يَوْمَ الحِسابِ حَسِيَبها
----------------------------------------------------


يا نسيم الريح (02:08)

تأليف: مهيار الديلميّ

اذكرونا ذكرنا عهدكم            رب ذكرى قربت من نزحا
وارحموا صباً إذا غنى بكم            شرب الدمع وعاف القدحا
رجع العاذل عني آيسا            من فؤادي فيكم أن يفلحا
لو درى، لا حملت ناجية           رحله، في من لحاني ما لحا
قد شربت الصبر عنكم مكرهاً           وتبعت السقم فيكم مسمحا
وعرفت الهم من بعدكم          فكأني ما عرفت الفرحا

----------------------------------------------------


أنتم والدهر (02:20)

تأليف: مهيار الديلميّ

قل لجيران الغضا آهٍ على           طيب عيش بالغضا لو كان داما
نصل العام وما ننساكم            وقصارى الوجد أن نسلخ عاما
حملوا ريح الصبا نشركم             قبل أن تحمل شيحاً أو ثماما
وابعثوا أشباحكم لي في الكرى            إن أردتم لجفوني أن تناما
وقف الظامي على أبوابكم            أفيقضي وهو لم يقض أواما
ما يبالي من سقيتن لمى            منعكن الماء عذباً والمداما
واعجبوا من أن يرى الظلم حلالا            شارب وهو يرى الخمر حراما

----------------------------------------------------


رشأ أغنّ (02:28)

تأليف: ابن معصوم

وَبمهجتي رشأٌ أَغنُّ إذا جفا            جفت العيونُ لصدِّه طيبَ الكرى
يوفي على الشمس المنيرة في الضحى           حُسناً إِذا حَسرَ اللثامَ وأَسفرا
لَم يسلُ قَلبي عشقَ أَحمَرِ خدِّه            حَتّى أسال لي العذارَ الأَخضرا
قال العَذولُ وقد أَطالَ مَلامَتي            فيه ألا تُصغي فَقُلتُ أَلا تَرى
هَذا الَّذي جعلَ القُلوبَ لحسنه            رِقّاً وما اِبتاعَ القُلوبَ ولا اِشتَرى
لا وَالَّذي فتنَ العقولَ بحُسنِه           ما اِرتابَ قَلبي في هواهُ ولا اِمترى
فارقتُه كَرهاً وواصلتُ النَوى            قَسراً وأَضحى الصَبرُ مُنفصمَ العُرى
----------------------------------------------------


خليعة عمر (02:06)

تأليف: عمر ابن أبي ربيعة

يُذكِرُنيها كُلُّ تَغريدِ قَينَةٍ           وَقُمرِيَّةٍ ظَلَّت عَلى الأَيكِ تَسجَعُ
يُجاوِبُها ساقٌ هَتوفٌ لَدى الضُحى           عَلى غُصنِ أَيكٍ بِالبُكاءِ يُرَوِّعُ
لَقَد خَلَعَت في أَخذِها بِرِدائِهِ           جِهاراً وَما كانَت بِعَهدِيَ تَخلَعُ
وَمَدَت لَدى البيتِ العَتيقِ بِثَوبِهِ           نَهاراً فَما يَدري بِها كَيفَ يَصنَعُ
يَظَلُّ إِذا أَجمَعتُ صَرماً مُبايِناً           دَخيلٌ لَها في أَسوَدِ القَلبِ يَشفَعُ
----------------------------------------------------


السيف والماء والنار (02:04)

تأليف: حمدة الأندلسية

ولما أبى الواشون إلا فراقنا             وما لهم عندي وعندك من ثار
وشنّوا على إسماعنا كل غارة           وقلّ حماتي عند ذاك وأنصاري
غزوتهم من مقلتيك وأدمعي         ومن نفسي بالسيف والماء والنار

----------------------------------------------------


شوق وبخل (02:20)

تأليف: جميل بن معمر

كَأَنَّ فَتيتَ المِسكِ خالَطَ نَشرَها            تُغَلَّ بِهِ أَردانُها وَالمَرافِقُ
تَقومُ إِذا قامَت بِهِ مِن فِراشِها            وَيَغدو بِهِ مِن حِضنِها مَن تُعانِقُ
وَهَجرُكَ مِن تَيما بَلاءٌ وَشِقوَةٌ            عَلَيكَ مَعَ الشَوقِ الَّذي لا يُفارِقُ
أَلا إِنَّها لَيسَت تَجودُ لِذي الهَوى             بَلِ البُخلُ مِنها شيمَةٌ وَالخَلائِقُ
وَماذا عَسى الواشونَ أَن يَتَحَدَّثوا            سِوى أَن يَقولوا إِنَّني لَكِ عاشِقُ
نَعَم صَدَقَ الواشونَ أَنتِ كَريمَةٌ            عَلَيَّ وَإِن لَم تَصفُ مِنكِ الخَلائِقُ
----------------------------------------------------


موقف (02:18)

تأليف: ابن الساعاتي

آهاً لموقفِ ساعة ولَّى بهِ         نفسي وما ملكتْ جزاءُ مُعيدِهِ
أَرأَيتَ أَحسنَ من لواحظ سِربه         ترنو وأَلينَ من رماحِ قدودِهِ
زمن حكى رُمَّانُه وغصونه ال         حلوَين من قاماته ونهودِهِ
سُكري بخمرَي ريقه وسُلافه         طرباً لزهرَي ورده وخدودِهِ
والوُرق في أوراقه وكأَنَّما         عبثتْ بمزمارٍ يدا داودِهِ
----------------------------------------------------


مسك الغانيات (02:10)

تأليف: أبو الطيّب المتنبي

رَعى اللَهُ عيساً فارَقَتنا وَفَوقَها   	     	 مَهاً كُلُّها يولى بِجَفنَيهِ خَدُّهُ   	
بِوادٍ بِهِ ما بِالقُلوبِ كَأَنَّهُ 		  وَقَد رَحَلوا جيدٌ تَناثَرَ عِقدُهُ 	
 إِذا سارَتِ الأَحداجُ فَوقَ نَباتِهِ 		  تَفاوَحَ مِسكُ الغانِياتِ وَرَندُهُ 
----------------------------------------------------


ثلاث ذوائب (02:44)

تأليف: أبو الطيّب المتنبي

قَد كانَ يَمنَعُني الحَياءُ مِنَ البُكا   	   	      فَاليَومَ يَمنَعُهُ البُكا أَن يَمنَعا   	
حَتّى كَأَنَّ لِكُلِّ عَظمٍ رَنَّةً 		        في جِلدِهِ وَلِكُلِّ عِرقٍ مَدمَعا 	
وَكَفى بِمَن فَضَحَ الجَدايَةَ فاضِحاً 		       لِمُحِبِّهِ وَبِمَصرَعي ذا مَصرَعا 	
سَفَرَت وَبَرقَعَها الفِراقُ بِصُفرَةٍ 		      سَتَرَت مَحاجِرَها وَلَم تَكُ بُرقُعا 	
فَكَأَنَّها وَالدَمعُ يَقطُرُ فَوقَها 		     ذَهَبٌ بِسِمطى لُؤلُؤٍ قَد رُصِّعا 	
كَشَفَت ثَلاثَ ذَوائِبٍ مِن شَعرِها 		     في لَيلَةٍ فَأَرَت لَيالِيَ أَربَعا 
وَاِستَقبَلَت قَمَرَ السَماءِ بِوَجهِها   	   	      فَأَرَتنِيَ القَمَرَينِ في وَقتٍ مَعا 
----------------------------------------------------


خصر (02:58)

تأليف: أبو الطيّب المتنبي

فَلَيتَ هَوى الأَحِبَّةِ كانَ عَدلاً         فَحَمَّلَ كُلَّ قَلبٍ ما أَطاقا
نَظَرتُ إِلَيهِمُ وَالعَينُ شَكرى         فَصارَت كُلُّها لِلدَمعِ ماقا
وَقَد أَخَذَ التَمامُ البَدرُ فيهِم         وَأَعطاني مِنَ السَقَمِ المُحاقا
وَبَينَ الفَرعِ وَالقَدَمَينِ نورٌ         يَقودُ بِلا أَزِمَّتِها النِياقا
وَطَرفٌ إِن سَقى العُشّاقَ كَأساً         بِها نَقصٌ سَقانيها دِهاقا
وَخَصرٌ تَثبُتُ الأَبصارُ فيهِ         كَأَنَّ عَلَيهِ مِن حَدَقِ نِطاقا
----------------------------------------------------


براقع وعقود (02:03)

تأليف: أبو الطيّب المتنبي

عَمرَكَ اللَهُ هَل رَأَيتَ بُدوراً   	   	        طَلَعَت في بَراقِعٍ وَعُقودِ   	
رامِياتٍ بِأَسهُمٍ ريشُها الهُد 		         بُ تَشُقُّ القُلوبَ قَبلَ الجُلودِ 	
يَتَرَشَّفنَ مِن فَمي رَشَفاتٍ 		         هُنَّ فيهِ أَحلى مِنَ التَوحيدِ 	
كُلُّ خَمصانَةٍ أَرَقُّ مِنَ الخَم 		        رِ بِقَلبٍ أَقسى مِنَ الجَلمودِ 	
ذاتِ فَرعٍ كَأَنَّما ضُرِبَ العَن 		        بَرُ فيهِ بِماءِ وَردٍ وَعودِ 	
حالِكٍ كَالغُدافِ جَثلٍ دَجوجِ 		         يٍّ أَثيثٍ جَعدٍ بِلا تَجعيدِ 	
----------------------------------------------------


رسول (02:40)

تأليف: أبو الطيّب المتنبي

كُلَّما عادَ مَن بَعَثتُ إِلَيها   	   	      غارَ مِنّي وَخانَ فيما يَقولُ   	
أَفسَدَت بَينَنا الأَماناتِ عَينا 		     ها وَخانَت قُلوبَهُنَّ العُقولُ 	
تَشتَكي ما اِشتَكَيتُ مِن أَلَمِ الشَو 		     قِ إِلَيها وَالشَوقُ حَيثُ النُحولُ 	
وَإِذا خامَرَ الهَوى قَلبَ صَبٍّ 		     فَعَلَيهِ لِكُلِّ عَينٍ دَليلُ 	
زَوِّدينا مِن حُسنِ وَجهَكِ ما دا 		     مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حالٌ تَحولُ 	
وَصِلينا نَصِلكِ في هَذِهِ الدُن 		     يا فَإِنَّ المُقامَ فيها قَليلُ 	
----------------------------------------------------


فتاة الحيّ (02:16)

تأليف: أبو الطيّب المتنبي

أَشكو النَوى وَلَهُم مِن عَبرَتي عَجَبٌ   	   	 كَذاكَ كُنتُ وَما أَشكو سِوى الكَلَلِ   	
وَما صَبابَةُ مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ 		       مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ 	
مَتى تَزُر قَومَ مَن تَهوى زِيارَتَها 		      لا يُتحِفوكَ بِغَيرِ البيضِ وَالأَسَلِ 	
وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ 		      أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ 	
----------------------------------------------------


قهوة (02:14)

تأليف: ابن فضل الله

إني اجتهدت فصرت في          العشاق قدوة كل قدوة
لو أن قيساً مدركي              لمشى على نهجي وعروه
لا عيش من بعد الصبى            يحلو سوى بجنون صبوه
بمهفهفٍ يسبي العقو             ل كان في جفنيه قهوه
أبداً قضيب القد منه           يميل من لينٍ ونشوه
قد أسكرت رشفاته             لكنها كالشهد حلوه
----------------------------------------------------


أُمنِيَّةُ الخالي (02:21)

تأليف: أبو تمّام

 	
أَلقي النَصيفَ فَأَنتِ خاذِلَةُ المَها 		       أُمنِيَّةُ الخالي وَلَهوُ اللاهي 	
رَيّا تُجاذِبُ خَصرَها أَردافُها 		        وَتَطيبُ نَكهَتُها عَلى اِستِنكاهِ 	
عَرَضَت لَنا يَومَ الحِمى في خُرَّدٍ 	   	      كَالسِربِ حُوِّ لِثاً وَلُعسَ شِفاهِ 	
بيضٍ يَجولُ الحُسنُ في وَجَناتِها 		     وَالمِلحُ بَينَ نَظائِرٍ أَشباهِ 	
لَم تَجتَمِع أَمثالُها في مَوطِنٍ 		        لَولا صِفاتٌ في كِتابِ اللَهِ
----------------------------------------------------


ضدّان (02:25)

تأليف: العكوّك

لَهَفى عَلى دَعدٍ وَما خُلِقَت  	  	     إِلّا لِطولِ بَلِيَّتي دَعدُ  	
بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ بَها 		      ءَ الحُسنِ فَهُوَ لِجِلدِها جِلدُ 	
وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت 		     ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ 	
فَالوَجهُ مِثلُ الصُبحِ مُنبَلِجٌ 		     وَالشَعرُ مِثلُ اللَيلِ مُسوَدُّ
ضِدّانِ لِما اِستَجمِعا حَسُنا  	  	      وَالضِدُّ يُظهِرُ حَسنَهُ الضِدُّ
----------------------------------------------------


شبابها ومشيبي (02:26)

تأليف: ابن حمديس

 أَتَدبُّ في جَفنَيه طائِفة الكرى  	  	      وعقاربُ الأصداغ ذاتُ دبيبِ  	
وتَنامُ في وَردِ الخُدودِ ولَدغها 		      متسرّب من أعينٍ لِقُلوبِ 	
وكأنّما سَمٌّ مُذيبٌ مسكُها 		      أَيُذيبُني والمِسكُ غَير مُذيبِ 	
كيفَ السّبيلُ إِلى لِقاءِ غَريرة 		     تَلقى ابتِسامَ الشّيبِ بالتَقطيبِ 	
مِن أَينَ أرجو أَن أَفوزَ بِسَلمِها 		      والحَربُ بين شَبابِها وَمَشيبي 	
----------------------------------------------------


إحدى الراحتين (03:07)

تأليف: صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي

وَهَبتُكَ في الهَوى رَوحي بِوَعدٍ  	  	     وَبِعتُكَ عامِداً نَقداً بِدَينِ  	
وَجِئتُ وَفي يَدي كَفَني وَسَيفي 		     فَكَيفَ جَعَلتَها خُفّي حُنَينِ 	
وَلِم صَيَّرتَ بُعدَكَ قَيدَ قَلبي 		     وَكانَ جَمالُ وَجهِكَ قَيدَ عَيني 	
فَصِرنا نُشَبِّهُ النَسرَينِ بُعداً 		      وَكُنّا أُلفَةً كَالفَرقَدَينِ 	
عَلِمتُ بِأَنَّ وَعدَكَ صارَ مَيناً 		     لِزَجري مُقلَتَيكَ بِصارِمَينِ 	
وَقُلتُ وَقد رَأَيتُكَ خابَ سَعيي 		     لِكَونِ البَدرِ بَينَ العَقرَبَينِ 	
فَلِم دَلَّيتَني بِحِبالِ زورٍ 		     وَلِم أَطعَمتَني بِسَرابِ مَينِ 	
وَهَلّا قُلتَ لي قَولاً صَريحاً 		    فَكانَ المَنعُ إِحدى الراحَتَينِ
----------------------------------------------------


حاجب (02:56)

تأليف: قيس بن الخطيم

تبدَّتْ لنا كالشمسِ تحتَ غمامةٍ              بدَا حاجبٌ منها وضنَّت بحاجبِ
ولم أرَها إلاَّ ثلاثاً على مِنًى              وعهدي بها عذراءُ ذاتُ ذوائبِ
فتلك التي كادتْ ونحنُ على مِنًى              تحُلُّ بنا لولا نجاءُ الركائبِ

----------------------------------------------------


عاتكة (03:12)

تأليف: أبو دهبل الجمحي

وهي زهراء مثلُ لؤلؤة الغوْ            واص مِيزَتْ من جوهر مكنونِ
وإذا ما نسبتها لم تجدها            في سناءٍ من المكارم دونِ
تجعل المسك واليلنجوج والندْ            دَ صلاءً لها على الكانونِ
ثم خاصرتها إلى القبّة البي            ضاءِ تمشي في مرمرٍ مسنونِ
قبّةٌ في مراجلٍ ضربوها            عند بَرْدِ الشتاءِ في قيطونِ
عن يساري إذا دخلتُ من البا            بِ وإن كنتُ خارجا فيميني

----------------------------------------------------


أعاتك (03:32)

تأليف: أبو دهبل الجمحي

أعاتكَ هلاَّ إذ بخلت فلم ترى            لذي صبوة زُلْفَي لديكِ ولا حَقّا
رددتِ فؤادا قد تولَّى به الهوى            وسكَّنْتِ عينا لا تملّ ولا ترقا
ولكن خلعتِ القلبَ بالوعد والمنى            ولم أرَ يوماً منكِ جودا ولا صدقا
أتنسين أيامي بربعكِ مدنفا            صريعا بأرض الشام ذا جسد ملقى
وليس صديقٌ يُرْتَضَى لوصِيَّةٍ           وأدعو لأُوتى بالشرابِ فما أسقى
وأكبر همي أن أرى لك مرسلا            وطول نهاري جالسٌ أرقبُ الطرقا
فوا كبدي إذ ليس لي منكِ مجلسٌ            فأشكو الذي بي من هواكِ وما ألقى
رأيتك تزدادين للصبِّ غلظةً            ويزداد قلبي كلَّ يوم لكم عشقا

----------------------------------------------------


الميّت الناشر (03:06)

تأليف: الأعشى

وَقَد أَراها وَسطَ أَترابِها         في الحَيِّ ذي البَهجَةِ وَالسامِرِ
كَدُميَةٍ صُوِّرَ مِحرابُها         بِمُذهَبٍ في مَرمَرٍ مائِرِ
أَو بَيضَةٍ في الدِعصِ مَكنونَةٍ         أَو دُرَّةٍ شيفَت لَدى تاجِرِ
يَشفي غَليلَ النَفسِ لاهٍ بِها         حَوراءُ تَسبي نَظَرَ الناظِرِ
عَهدي بِها في الحَيِّ قَد سُربِلَت         هَيفاءَ مِثلَ المُهرَةِ الضامِرِ
قَد نَهَدَ الثَديُ عَلى صَدرِها         في مُشرِقٍ ذي صَبَحٍ نائِرِ
لَو أَسنَدَت مَيتاً إِلى نَحرِها         عاشَ وَلَم يُنقَل إِلى قابِرِ
حَتّى يَقولُ الناسُ مِمّا رَأوا         يا عَجَبا لِلمَيِّتِ الناشِرِ
----------------------------------------------------


قطاف اللثم (03:30)

تأليف: ابن حمديس

سما الدّرُّ في أرساغِهِ عن زَبَرْجَدٍ            يغادرُ بالوطءِ الصخورَ ترابا
هو الطِّرفُ فاركبْ منه في ظهرِ طائرٍ            تَنَلْ كلّ ما أعيا عليكَ طلابا
إلى قمرٍ تسري إليه كأنّما            عليه سماءُ اللّه تُغلِقُ بابا
كأنِّيَ سرٌّ في حشا الليلِ داخلٌ            على حَبّةِ القلبِ المصونِ حجابا
فبتُّ مُرَوّىً من مجاجة باردٍ            غذا ذكرُهُ قَلْبَ الغيورِ فَذابا
كأنّ قطافَ اللثم من ثَغْرِ رَوْضِهِ            تَكَسّبَ من طَلّ الغمامِ رضابا
ولم أرَ كالدّنْيا خؤوناً لصاحبٍ            ولا كُمصابي بالشبابِ مُصَابا
فَقَدْتُ الصّبا فابيضّ مُسْوَدّ لمّتي            كأنّ الصّبا للشيب كان خضابا
----------------------------------------------------


مهفهف (02:37)

تأليف: ابن خفاجه

وَمُهَفهَفٍ طاوي الحَشا            خَنِثِ المَعاطِفِ وَالنَظَر
مَلَأَ العُيونَ بِصورَةٍ             تُلِيَت مَحاسِنُها سُوَر
فَإِذا رَنا وَإِذا مَشى             وَإِذا شَدا وَإِذا سَفَر
فَضَحَ الغَزالَةَ وَالغَمامَةَ             وَالحَمامَةَ وَالقَمَر
----------------------------------------------------


الدموع هي الثّقلُ (03:35)

تأليف: مهيار الديلمي

صعُبتُ فلو ما كان شيء يردّني             إلى السهل ردّتني له الأعينُ النُّجلُ
ويا قلَّما أُعطي الهوى فضلَ مِقودِي            فإن أعتلقْ حبّاً فيا قلَّما أسلو
وكم تحت درعي باللوي من جراحةٍ             لعَجماءَ ما فيها قَصاصٌ ولا عَقْلُ
وهيفاءَ يَروِي الخَوطُ عنها اهتزازَه             ويسرِقُ من ألحاظها لونَه الكُحلُ
أشارت وحولي في الظعائن أعينٌ            محاجرها غيظٌ وأفئدة غِلُّ
تخفَّفْ بفيض الدمع من ثِقَل الجوى             تجدْ راحةً إن الدموع هي الثّقلُ
----------------------------------------------------


زورة الذيب (02:51)

تأليف: ابو الطيّب المتنبي

كَم زَورَةٍ لَكَ في الأَعرابِ خافِيَةٍ         أَدهى وَقَد رَقَدوا مِن زَورَةِ الذيبِ
أَزورُهُم وَسَوادُ اللَيلِ يَشفَعُ لي         وَأَنثَني وَبَياضُ الصُبحِ يُغري بي
ما أَوجُهُ الحَضَرِ المُستَحسَناتُ بِهِ         كَأَوجُهِ البَدَوِيّاتِ الرَعابيبِ
حُسنُ الحَضارَةِ مَجلوبٌ بِتَطرِيَةٍ         وَفي البَداوَةِ حُسنٌ غَيرُ مَجلوبِ
أَينَ المَعيزُ مِنَ الآرامِ ناظِرَةً         وَغَيرَ ناظِرَةٍ في الحُسنِ وَالطيبِ
أَفدي ظِباءَ فَلاةٍ ماعَرَفنَ بِها         مَضغَ الكَلامِ وَلا صَبغَ الحَواجيبِ
وَلا بَرَزنَ مِنَ الحَمّامِ ماثِلَةً         أَوراكُهُنَّ صَقيلاتِ العَراقيبِ
----------------------------------------------------


ما هجرتُ المدامَ (02:28)

تأليف: تميم بن المعزِّ

ما هجرتُ المدامَ والبدرَ والور            دَ بطوعٍ لكن برغمٍ وكرهِ
منعتني من الثَّلاثةِ من لو            قتلتني والله لم أحكِ من هيْ
قالت: البدرُ والمدامةُ والور            دُ رضابي ولونُ خدِّي ووجهيْ
قلت: بخلاً بملِّ شيءٍ؟ فقالت:            لا ولكن بخلتُ بي وبشبهيْ
قلت: ياليتني شبيهكِ قالت:            إنَّما يقتل المحبَّ التَّشهِّيْ
----------------------------------------------------


الأذن تعشق (02:30)

تأليف: بشّار بن برد

يا قوم أُذني لبعضِ الحيِّ عاشقةٌ           والأذن تعشقُ قبلَ العينِ أحيانا
قال: بمن لا ترى تهذي؟ فقلت لها:            الأذنُ كالعينِ توفي القلبَ ما كانا!
ياليتني كنتُ تُفاحاً براحتها            أو كنتُ من قُضُبِ الرَّيحان ريحانا
حتَّى إذا استنشقت ريحي وأعجبَها            ونحنُ في خلوةٍ حوِّلتُ إنسانا!
----------------------------------------------------


صحائف العتاب (03:40)

تأليف: يزيد بن الطَّثريَّة

أَلَيسَ قَليلاً نَظرَةٌ إِن نَظَرتُها         إِلَيكِ وَكَلّا لَيسَ مِنكِ قَليلُ
فَيا خِلَّةَ النَفسِ الَّتي لَيسَ فَوقَها         لَنا مِن أَخِلّاءِ الصَفاءِ خَليلُ
أَما مِن مَقامٍ أَشتَكي غُربَةَ النَوى         وَخَوفَ العِدى فيهِ إِلَيكِ سَبيلُ
فَدَيتُكِ أَعدائي كَثيرُ وَشِقَّتي         بَعيدُ وَأَشياعي لَدَيكَ قَليلُ
وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ جِئتُ بِعِلَّةٍ         فَأَفنَيتُ عِلّاتي فَكَيفُ أَقولُ
فَما كُلُّ يَومٍ لي بِأَرضِكِ حاجَةٌ         وَلا كُلُّ يَومٍ لي إِلَيكِ رَسولُ
صَحائِفُ عِندي لِلعِتابِ طَوَيتُها         سَتُنشَرُ يَوماً وَالعِتابُ طَويلُ
فَلا تَحمِلي ذَنبي وَأَنتِ ضَعيفَةٌ         فَحَملُ دَمي يَومَ الحِسابِ ثَقيلُ
----------------------------------------------------


أمانة الغيّاب (03:00)

تأليف: عمر بن أبي ربيعة

قالت سعيدة والدموع ذوارفٌ         منها على الخدين والجلباب
ليت المعيري الذي لم أجزه         فيما أطال تصيدي وطلابي
كانت ترد لنا المنى أيامنا         إذ لا نلام على هوىً تصابي
خبّرت ما قالت، فبت كأنما         رمى الحشا بنوافذ النشاب
فبعثت جاريتي وقلت لها: اذهبي         قولي لها في خفيةٍ وقراب
أسعيد، ما ماء الفرات وطيبه         مني على ظمأ وطيب شراب
بألذ منك، وإن نأيت وقلما         ترعى النساء أمانة الغياب

----------------------------------------------------


حلّ الإزار (03:28)

تأليف: عمر بن أبي ربيعة

ثُمَّ لانَت وَسامَحَت بَعدَ مَنعٍ            وَأَرَتني كَفاً تَزينُ السِوارا
فَتَناوَلتُها فَمالَت كَغُصنٍ               حَرَّكَتهُ ريحٌ عَلَيهِ فَحارا
وَأَذاقَت بَعدَ العِلاجِ لَذيذاً              كَجَنى النَحلِ شابَ صِرفاً عُقارا
ثُمَّ كانَت دونَ اللِحافِ لِمَشغو             فٍ مُعَنّىً بِها مَشوقٍ شِعارا
وَاِشتَكَت شِدَّةَ الإِزارِ مِنَ البُه             رِ وَأَلقَت عَنها لَدَيَّ الخِمارا
حَبَّذا رَجعُها إِلَيها يَدَيها              في يَدي دِرعُها تَحُلُّ الإِزارا
ثُمَّ قالَت وَبانَ ضَوءٌ مِنَ الصُب             حِ مُنيرٌ لِلناظِرينَ أَنارا
يا اِبنَ عَمّي فَدَتكَ نَفسي إِنّي         أَتَّقي كاشِحاً إِذا قالَ جارا
----------------------------------------------------


أحبّك حبّين (01:45)

تأليف: رابعة العدويّة

أحبك حبين حب الهوى             وحبا لأنك أهل لذاكا
فأما الذي هو حب الهوى            فشغلي بذكرك عمن سواكا
وأما الذي أنت أهل له            فكشفك لي الحجب حتى أراكا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي             ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
----------------------------------------------------


دين الحب (03:19)

تأليف: محيي الدين بن عربي

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي           إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
فقد صار قلبي قابلاً كل صورة                فمرعى لغزلان وديراً لرهبان
وبيتاً لأوثان وكعبة طائف               وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت         ركائبه فالحب ديني وإيماني
----------------------------------------------------


ريح النّعامى (03:20)

تأليف: ابن الحدّاد

ذراني وإذراء الدموع لعله                  يسكّن ما قد هاج من ذكرياتها
فقد عبقت ريح النّعامى كأنّها               سلام سليمى فاح من نفحاتها
وتيماء للقلب المتيم منزل               فعوجا بتسليم على سلماتها
مشاعر تهيام وكعبة فتنة               فؤادي من حجاجها ودعاتها
فكم صافحتني في مناها يد المنى               وكم هبّ عرف اللهو في عرفاتها
عهدت بها أصنام حسن عهدنني                هوى عبد عزّاها وعبد مناتها
----------------------------------------------------


لاهية ناعمة (03:01)

تأليف: أحمد شوقي

خُلِقَت لاهِيَةً ناعِمَةً             رُبَّما رَوَّعَها مُرُّ الصَبا
لي حَبيبٌ كُلَّما قيلَ لَهُ            صَدَّقَ القَولَ وَزَكّى الرِيَبا
لَو رَأَونا وَالهَوى ثالِثُنا            وَالدُجى يُرخي عَلَينا الحُجُبا
مِلءُ بُردَينا عَفافٌ وَهَوى            حَفظَ الحُسنَ وَصُنتُ الأَدَبا
يا غَزالاً أَهِلَ القَلبُ بِهِ            قَلبِيَ السَفحُ وَأَحنى مَلعَبا
لَكَ ما أَحبَبتَ مِن حَبَّتِهِ            مَنهَلاً عَذباً وَمَرعىً طَيِّبا
هُوَ عِندَ المالِكِ الأَولى بِهِ            كَيفَ أَشكو أَنَّهُ قَد سُلِبا
إِن رَأى أَبقى عَلى مَملوكِهِ            أَو رَأى أَتلَفَهُ وَاِحتَسَبا
----------------------------------------------------


إِن نامَ زُرتُ (03:04)

تأليف: القاضي الفاضل

يا نائِمَ اللَيلِ ماذا فاتَ نائِمَهُ            مِن لَذَّةٍ تَشتَريها العَينُ بِالسَهَرِ
لا بُدَّ بَينَ الرِضا وَالسُخطِ مِن سَهَرٍ             يُقَلِّبُ اللَيلَ بَينَ الطولِ وَالقِصَرِ
وَأَنتَ يا قَمَري لا بُدَّ مِنكَ وَلَو             بَنَيتَ دارَكَ لي في دارَةِ القَمَرِ
يا مَورِدَ العَيشِ لَم يَترُكْهُ وارِدُهُ            عَلى الصَفاءِ وَلَم يَهجُرْهُ لِلكَدَرِ
ظَبيٌ إِذا ما أَدارَ الخَمرَ قُلتُ لَهُ             هَذا الَّذي لَم تُدِرهُ ظَبيَةُ الخَمَرِ
إِن نامَ زُرتُ خَيالاً أَو يَهُبَّ أَزُر             أَو يَمشِ أَسعَ وَإِن خَبَّ الخُطى أَطِر
----------------------------------------------------


افئدة الرجال (02:40)

تأليف: الشريف المرتضى

وما أنسى عشيّةَ يومِ جَمْعٍ            ونحن نضمّ منتشرَ الرّحالِ
وإذْ أُدْمُ المطيِّ معقّلاتٌ              على وادي مِنىً بيد الكلالِ
نساءٌ من بني ثُعَلِ بن عمروٍ             يصبن هناك أفئدةَ الرّجالِ
خرجن إلى المحَصَّبِ سافراتٍ             وجيدُ اللّيلِ بالجوزاء حالي
يَمِسْنَ بمَسْقَطِ الجَمَراتِ فينا              كما روّعْتَ حيّاتِ الرّمالِ
----------------------------------------------------


سمراء (02:55)

تأليف: ناصح الدين الأرجاني

لقد أصبَحَتْ سمراء والسُّمْرُ بيننا            فماذا لَقِينا من سَمِيّاتِها السُّمر
ولم أنْسَها يومَ الرَّحيلِ وقد لَوتْ            بتَسليمةِ التّوديع حاشيةَ السِّتر
وقلبي مع الرَكْبِ اليمانينَ رائحٌ            لقىً بين أيدي العيسِ في البلَدِ القَفر
أقولُ وإلْفي للوداعِ مُعانِقي            ولى دَمعةٌ غَيّضْتُها فهْي في نَحْري
أدِرْ لي كؤوسَ اللَّثْمِ صِرْفاً لعلّه            تَسيرُ المطايا عند سُكْري ولا أدْري
----------------------------------------------------


مغناطيس (02:16)

تأليف: ابن شيخان السالمي

كأن اللحظ مغناطيس جذبٍ             له بالقلب جذب والتئامُ
بمنبر هذه الوجَنات خالٌ             بكعبة حسنه ازدحم الأنامُ
كأنَّ الأسودَ الحجرَ استلمنا            ولكن بالعيون لنا استلام
وليلةَ زارني متلثماً والْحُس            ام اللحظُ والرمح القَوام
تدلى من قصور عاليات            توطّن فوق هامتها الغَمام
شكوت إليه ما بي وهو جافٍ             فلم يكُ منه إلا الابتسام
----------------------------------------------------


موعدك الحشر (01:59)

تأليف: ابو صخر الهذلي

هَجَرْتُكِ حتّى قيل لا يَعْرِفُ الهوى              وزُرْتُك حتى قيل ليس له صبر
أما والذي أبكى وأضْحَكَ والذي                أماتَ وأحيا والذي أمرهُ الأمر
لقد تَركَتْني أحْسُدُ الوحشَ أن أرى               ألِيفَيْنِ منها لا يَروعُهما الذعر
فيا هجرَ ليلي قد بلغتَ بِيَ المَدى              وزِدتّ على ما لم يكن بَلَغ الهجر
ويا حبَّها زِدْني جَوىً كل ليلةٍ                ويا سَلوةَ الأيّامِ مَوْعِدُكِ الحَشْر
عجبتُ لِسَعْيِ الدهرِ بيني وبينها              فلمّا انقضى ما بينَنا سكن الدهر
تكاد يدي تَنْدَى اذا ما لمستُها                 ويَنْبِتُ في أطرافِها الورقُ الحُضْر
----------------------------------------------------


صرم (01:25)

تأليف: ابو صخر الهذلي

بِيَدِ الذي شَغفَ الفُؤادَ بِكُمْ              تَفْرِيجُ ما أَلْقَى مِنَ الهَمِّ
ما في الحياة إذا نأيتِ لنا              خيرٌ ولا للعيشِ من طعمِ
فَلتعلمِي أَنْ قد كَلِفْتُ بِكُمْ               ثُم افْعَلِي ما شِئْتِ عن عِلْمِ
قد كانَ صُرْمٌ في المَماتِ لَنا              فَعَجِلْتِ قَبْلَ المَوْتِ بالصُّرْمِ
----------------------------------------------------


اين الوشاح (02:18)

تأليف: البلنسي

وآنسةٍ زارتْ معَ الليلِ مَضْجَعي         فعانقتُ غصنَ البانِ منها إلى الفجرِ
أُسائلُها أينَ الوِشاحُ وقد سرَتْ         مُعَطَّلَةً منه مُعَطَّرة النشْرِ
فقالت وأوْمَتْ للسِّوارِ نَقَلْتُه         إلى مِعْصَمي لمَّا تقلْقَلَ في خَصري
----------------------------------------------------


ثمود (02:39)

تأليف: سلمى بنت القراطيسي

عُيونُ مَها الصرّيمِ فداءُ عَيْني           وأجْيَادُ الظِباءِ فَدَاءُ جِيدي
أُزَيَّنُ بالعُقودِ وإنَّ نَحْري           لأزْيَنُ لِلْعُقودِ مِنْ العُقودُ
ولا أشكو من الأوصاب ثقلاً           وتشكو قامتي ثقل النهود
وَلَوْ جاوَرْتُ فِي بَلَد ثَموداً           لمّا نَزَل العَذابُ عَلى ثمودِ


----------------------------------------------------


راحتي وعذابي (02:30)

تأليف: ابن زيدون

مَتى أَبُثُّكِ ما بي         يا راحَتي وَعَذابي
مَتى يَنوبُ لِساني         في شَرحِهِ عَن كِتابي
اللَهُ يَعلَمُ أَنّي         أَصبَحتُ فيكِ لِما بي
فَلا يَطيبُ طَعامي         وَلا يَسوغُ شَرابي
يا فِتنَةَ المُتَقَرّي         وَحُجَّةَ المُتَصابي
الشَمسُ أَنتِ تَوارَت         عَن ناظِري بِالحِجابِ
ما البَدرُ شَفَّ سَناهُ         عَلى رَقيقِ السَحابِ
إِلّا كَوَجهِكِ لَمّا         أَضاءَ تَحتَ النِقابِ
----------------------------------------------------


إِذا خَدِرَت رِجلي (02:53)

تأليف: عمر بن ابي ربيعة

فَلَمّا اِقتَصَرنا دونَهُنَّ حَديثَنا         وَهُنَّ طَبيباتٍ بِحاجَةِ ذي التَبلِ
عَرَفنَ الَّذي تَهوى فَقُلنَ لَها اِئذَني         نَطُف ساعَةٌ في طيبِ لَيلٍ وَفي سَهلِ
فَقالَت فَلا تَلبَثنَ قُلنَ تَحَدَّثي         أَتَيناكِ وَاِنسَبنَ اِنسِيابَ مَها الرَملِ
فَقُمنَ وَقَد أَفهَمنَ ذا اللُبِّ أَنَّما         فَعَلنَ الَّذي يَفعَلنَ في ذاكَ مِن أَجلي
وَباتَت تَمُجُّ المِسكَ في فِيَّ غادَةٌ         بَعيدَةُ مَهوى القُرطِ صامِتَةُ الحَجلِ
تُقَلِّبُ عَينَي ظَبيَةٍ تَرتَعي الخَلى         وَتَحنو عَلى رَخصِ الشَوى أَغيَدٍ طَفلِ
وَتَفتَرُّ عَن كَالأُقحُوانِ بِرَوضَةٍ         جَلَتهُ الصَبا وَالمُستَهِلُّ مِنَ الوَبلِ
أَهيمُ بِها في كُلِّ مُمسىً وَمُصبَحٍ         وَأُكثِرُ دَعواها إِذا خَدِرَت رِجلي
----------------------------------------------------


سكر الحب (02:51)

تأليف: ابن سهل الأندلسي

دَعوهُ يُذِب نَفسي وَيَهجُر وَيَجتَهِد         تَرَوا كَيفَ يَعتَزُّ الجَمالُ وَيَعتَدي
إِذا ما رَنا شَزراً فَمِن لَحظِ أَحوَرٍ         وَإِن يَلوِ إِعراضاً فَصَفحَةُ أَغيَدِ
وَعَذَّبَ بالي نَعَّمَ اللَهُ بالَهُ         وَسَهَّدَني لا ذاقَ بَلوى التَسَهُّدِ
تَطلَّعَ وَاللاحي يَلومُ فَراعَني         وَكِدتُ وَقَد أَعذَرتُ يُسقَطُ في يَدي
وَنادَيتُ لا إِذ قالَ تَهوى وَإِنَّما         رَماني فَكانَت لا اِفتِتاحَ التَشَهُّدِ
وَيا طيبَ سُكرِ الحُبِّ لَولا جُنونُهُ         مَحا لَذَّةَ النَشوانِ سُخفُ المُعَربِدِ
شَكَوتُ مِزاجاً لِلطَبيبِ وَإِنَّما         طَبيبي سَقامٌ في لَواحِظِ مُبعِدي
فَقالَ عَلى التَأنيسِ طِبُّكَ حاضِرٌ         فَقُلتُ نَعَم لَو أَنَّهُ بَعضُ عُوَّدي
----------------------------------------------------


ثلاث شخوص (03:03)

تأليف: عمر بن ابي ربيعة

فَقالَت لِأُختَيها أَعينا عَلى فَتىً         أَتى زائِراً وَالأَمرُ لِلأَمرِ يُقدَرُ
فَأَقبَلَتا فَاِرتاعَتا ثُمَّ قالَتا         أَقِلّي عَلَيكِ اللَومَ فَالخَطبُ أَيسَرُ
فَقالَت لَها الصُغرى سَأُعطيهِ مِطرَفي         وَدَرعي وَهَذا البُردُ إِن كانَ يَحذَرِ
يَقومُ فَيَمشي بَينَنا مُتَنَكِّراً         فَلا سِرُّنا يَفشو وَلا هُوَ يَظهَرُ
فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي         ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ
فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ قُلنَ لي         أَلَم تَتَّقِ الأَعداءَ وَاللَيلُ مُقمِرُ
وَقُلنَ أَهَذا دَأبُكَ الدَهرَ سادِراً         أَما تَستَحي أَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ
إِذا جِئتِ فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا         لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ
----------------------------------------------------


نجلاء (02:43)

تأليف: ابو الطيّب المتنبي

قَلَقُ المَليحَةِ وَهيَ مِسكٌ هَتكُها         وَمَسيرُها في اللَيلِ وَهيَ ذُكاءُ
أَسَفي عَلى أَسَفي الَّذي دَلَّهتِني         عَن عِلمِهِ فَبِهِ عَلَيَّ خَفاءُ
وَشَكِيَّتي فَقدُ السَقامِ لِأَنَّهُ         قَد كانَ لَمّا كانَ لي أَعضاءُ
مَثَّلتِ عَينَكِ في حَشايَ جِراحَةً         فَتَشابَها كِلتاهُما نَجلاءُ
نَفَذَت عَلَيَّ السابِرِيَّ وَرُبَّما         تَندَقُّ فيهِ الصَعدَةُ السَمراءُ
----------------------------------------------------


ارباب الهوى (03:23)

تأليف: ابن النحّاس

يقدح النجم لعيني شررا         ولزند الشوق في الاحشاء قدح
لا تسل عن حال ارباب الهوى         يا ابن ودي ما لهذا الحال شرح
لست أشكو حرب جفني والكرى         لم يكن بيني وبين النوم صلح
انما حال المحبين الكبا         أي فضل لسحاب لا يسح
صبحتك المزن يا دار اللوى         كان لي فيك خلاعات وشطح
حيث لي شغل باجفان الظبا         ولقلبي مرهم منها وجرح
كل عيش ينقضي ما لم يكن         مع مليح ما لذاك العيش ملح

----------------------------------------------------


الحبيب الأول (02:46)

تأليف: ابو تمام

البَينُ جَرَّعَني نَقيعَ الحَنظَلِ         وَالبَينُ أَثكَلَني وَإِن لَم أُثكَلِ
ما حَسرَتي أَن كِدتُ أَقضي إِنَّما         حَسَراتُ نَفسي أَنَّني لَم أَفعَلِ
نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى         ما الحُبُّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ
كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى         وَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ
----------------------------------------------------


ثغر الكأس (03:11)

تأليف: مهيار الديلمي

يراها بعين الشوق قلبي على النوى         فيحظى ولكن من لعيني برؤياها
فلله ما أصفى وأكدر حبها       وأبعدها مني الغداة وأدناها
وأعتنق الغصن الرطيب لقدها         وأرشف ثغر الكأس أحسبه فاها
دعوه ونجداً إنها شأن قلبه         فلو أن نجدا بلغة ما تعداها
وهبكم منعتم أن يراها بعينه         فهل تمنعون القلب أن يتمناها
----------------------------------------------------


دين العاشقين (03:07)

تأليف: الأشبوني

عيّرتني بسقام وضنىً          إنّ هذين لدين العاشقين
قد بدا لي وضح الصبح المبين         فاسقنيها قبل تكبير الأذين
نثر المزج على مفرقها         درراً عامت فعادت كالبرين
مع فتيان كرام نجبٍ         يتهادون رياحين المجون
شربوا الراح على خدّ رشاً         نوّر الورد به والياسمين
وجلت آياته عامدةً         سبج الشّعر على عاج الجبين
لوت الصّدغ على حاجبه         ضمّة اللاّم على عطفة نون
فترى غصناً على دعص نقاً         وترى ليلاً على صبحٍ مبين
----------------------------------------------------


حبة القلب (03:07)

تأليف: بشّار بن برد

أيها الساقيان صبا شرابي         واسقياني من ريق بيضاء رود
إن دائي الظما وإن دوائي         شربة من رضاب ثغر برود
ولها مضحك كغر الأقاحي         وحديث كالوشي وشي البرود
نزلت في السواد من حبة القل         ب ونالت زيادة المستزيد
ثم قالت نلقاك بعد ليال         والليالي يبلين كل جديد
عندها الصبر عن لقائي وعندي         زفرات يأكلن قلب الحديد
----------------------------------------------------


ريب الدهر (03:10)

تأليف: ابن هانيء الأندلسي

والله لولا إنْ يُسَفِّهني الصبا         ويقولَ بعضُ القائلين تَصَابَى
لكسرت دُملُجَها لضِيق عِنَاقهِ         ولثَمْتُ من فِيهَا البرودَ رُضَابا
بِنتُم فلولا أن أغير لمّتي         عتباً وألقاكم عليَّ غضابا
لخضبت شَيْباً في عِذَاري كامناً         ومحوتُ مَحْوَ النّقْس منه شَبابا
وخلعته خَلْعَ النجاد مذمماً         واعتضت من جِلبابه جِلبَابا
ولبست مبْيَضَّ الحِدَاد عليكم         لو أَنني أَجِدُ البياض خِضَابا
فلتأخذنَّ من الزمان حمامة         ولتدفعنَّ إلى الزمانِ غُرَابا
ماذا أَقول لِرَيب دَهْرٍ خائن         جَمَع العِدَاةَ وفرَّقَ الأحْبَابا
----------------------------------------------------


حديث (03:10)

تأليف: الأخفش

سقى الله أياماً لنا ليس رُجعا         إلينا وعصرَ العامرية مِنْ عَصرِ
ليالي أعطيتُ البطالةَ مقودي         تمر الليالي والشهور ولا أدري
مضى لي زمان لو أُخَير بينَه         وبين حياتي خالداً آخر الدهرِ
لقلتُ دعوني ساعةً وحديثها         على غفلةِ الواشين ثم اقطعوا عمري
----------------------------------------------------


لو شئت (03:19)

تأليف: ابن زيدون

لَو شِئتِ ما عَذَّبتِ مُهجَةَ عاشِقٍ         مُستَعذِبٍ في حُبِّكِ التَعذيبا
وَلَزُرتِهِ بَل عُدتِهِ إِنَّ الهَوى         مَرَضٌ يَكونُ لَهُ الوِصالُ طَبيبا
ما الهَجرُ إِلّا البَينُ لَولا أَنَّهُ         لَم يَشحُ فاهُ بِهِ الغُرابُ نَعيبا
وَلَقَد قَضى فيكِ التَجَلُّدُ نَحبَهُ         فَثَوى وَأَعقَبَ زَفرَةً وَنَحيبا
وَأَرى دُموعَ العَينِ لَيسَ لِفَيضِها         غَيضٌ إِذا ما القَلبُ كانَ قَليبا
ما لي وَلِلأَيّامِ لَجَّ مَعَ الصِبا         عُدوانُها فَكَسا العِذارَ مَشيبا
مَحَقَت هِلالَ السِنِّ قَبلَ تَمامِهِ         وَذَوى بِها غُصنُ الشَبابِ رَطيبا
----------------------------------------------------


حسد (02:06)

تأليف: عمر بن ابي ربيعة

لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد         وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد
وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً         إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد
زَعَموها سَأَلَت جاراتِها         وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِد
أَكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني         عَمرَكُنَّ اللَهَ أَم لا يَقتَصِد
فَتَضاحَكنَ وَقَد قُلنَ لَها         حَسَنٌ في كُلِّ عَينٍ مَن تَوَد
حَسَدٌ حُمِّلنَهُ مِن أَجلِها         وَقَديماً كانَ في الناسِ الحَسَد
----------------------------------------------------


منزلة (03:21)

تأليف: ابن الفارض

إنْ كان مَنزِلَتي في الحبّ عندكُمُ         ما قد رأيتُ فقد ضيّعْتُ أيّامي
أُمْنِيّة ظفِرَتْ روحي بها زَمَناً         واليومَ أحسَبُها أضغاثَ أحلام
وإن يكُنْ فرطُ وجدي في مَحَبّتِكُمُ         إثْماً فقد كَثُرَتْ في الحبّ آثامي
ولو علِمْتُ بأَنّ الحُبّ آخِرُهُ         هذا الحِمَامُ لَمَا خالَفتُ لُوّامي
أَودَعْتُ قلبي إلى مَن ليس يحفظُه         أبصرْتُ خلفي وما طالعتُ قدَّامي
لقد رَمَاني بسهمِ من لواحِظِهِ         أصْمى فؤادي فوا شوقي إلى الرامي
----------------------------------------------------


يقولون مهلا (03:31)

تأليف: جميل بن معمر

يَقولونَ مَهلاً يا جَميلُ وَإِنَّني         لَأُقسِمُ ما لي عَن بُثَينَةَ مِن مَهلِ
وَلَو تَرَكَت عَقلي مَعي ما طَلَبتُها         وَلَكِن طِلابيها لِما فاتَ مِن عَقلي
أَبيتُ مَعَ الهُلّاكِ ضَيفاً لِأَهلِها         وَأَهلي قَريبٌ موسِعونَ ذَوُو فَضلِ
فيا ربّ إن تهلك بثينة لا أعش         فواقاً ولا أفرح بمالي ولا أهلي
ويا ربّ إن وقّيت شيئاً فوقّها         حتوف المنايا ربّ واجمع بها شملي
خَليلَيَّ فيما عِشتُما هَل رَأَيتُما         قَتيلاً بَكى مِن حُبِّ قاتِلِهِ قَبلي

----------------------------------------------------